البدايات

أسست فرقة الفنون عام 1979 بجهود مجموعة من الشباب والشابات المبدعين والواعدين والذين كانت تدفعهم منذ اللحظات الأولى اهتماماتهم بحماية الفولكلور الفلسطيني من الضياع والاندثار والعمل على ترسيخ العلاقة بين التراث الشعبي والجمهور الفلسطيني في مواقعه المختلفه وتعريف العالم بمدى التجذر الفلسطيني في حضارته وتاريخه وصلته بالمكان. ومنذ البداية، عملت هذه المجموعة على تقديم أشكال الفن الشعبي الفلسطيني من موسيقى ورقص، بأسلوب مميز فكان أول ظهور للمجموعة  في مهرجان للدبكة في جامعة بيرزيت عام 1979،  والذي تم بعده إطلاق إسم "فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية" .

 تطور عمل الفرقة في أوائل الثمانيات في نفس الاتجاه وانضم اليها المزيد من الأعضاء الواعين لأهمية الصراع ضد الاحتلال من خلال الثقافة والفنون فجاءت عروضها المتتالية "لوحات  فلكلورية" "وادي التفاح 1984" ومشعل 1986" وأفراح فلسطينية 1987" لتحمل رسائل جمالية وسياسية في آن واحد لجمهور فلسطيني واسع لم يسبق له أن التف حول أي من الفرق التي برزت وانتهت في فترة السبعينيات والثمانينات.

لعبت الفنون خلالها دوراً مميزاً في إحياء التراث الموسيقي والراقص. وتكمن أهمية هذا الدورفي الاحتفال السنوي بيوم التراث الفلسطيني، والذي بادرت لإطلاقه "الفنون" في العام 1986،  كما لعبت فرقة الفنون الدور المحوري في تأسيس مركز الفن الشعبي سنة 1987، وهو مؤسسة تهدف لرفع الوعي الثقافي والفني في المجتمع ولإتاحة الفرص للمشاركة في النشاطات الفنية وفي أشكال التعبير الفني المبدع.  

حققت الفنون شعبية لم يسبق لها مثيل بين الفلسطينيين في الوطن كما في الشتات، وباتت أغانيها ورقصاتها يشدوها الفلسطينيون أو يرقصونها في بيوتهم ومدارسهم ومناسباتهم الاجتماعية. واستمرت الفرقة في عطائها ليمر عليها مئات الأعضاء في كافة التخصصات ومن كافة الخلفيات الإجتماعية، فأضحت الفنون منزلهم الثاني ومجتمعهم المصغر يلتقي به اليوم أجيال مختلفة من راقصين وإداريين ومتطوعين، تجمعهم روح الإنتماء الى الوطن والإيمان بالفرقة ورؤيتها الابداعية، وهو أحد أهم أسرار استمرار فرقة الفنون منذ 35 عاما.