انطلاق حاشد لمهرجان فلسطين الدولي بعرض ساحر لـ "الفنون"

انطلاق حاشد لمهرجان فلسطين الدولي بعرض ساحر لـ "الفنون"
صحيفة الايام - كتبت نائلة خليل:
بعرض ساحر لفرقة الفنون الشعبية أطلق مهرجان فلسطين الدولي الحادي عشر فعالياته أمس، في قصر الثقافة برام الله، والذي يأتي ضمن احتفاليات القدس عاصمة الثقافة العربية.
وللفنون الشعبية سحرها حتى في ظل منع التجول، ولمسرحها عشاقه الذين حضروا من جميع أنحاء الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، لتدهشهم خطوات الراقصين الذين أعادوا ذكريات احتلالات عبَرت وأخرى في طريقها للعبور من فلسطين، بخطوات راقصة وأغنيات تحكي الوجع باختصار.
اختارت الفرقة في عرضها الذي قدمته أمس، باكورة للمهرجان، عملاً فنياً جديداً ارتكز على ذاكرة فلسطين مع الاحتلالات الكثيرة التي مرت عليها، تشابه المحتلون أحياناً واختلفوا أحيانا أخرى، لكن فلسطين ظلت كما هي فلسطين سيدة الأرض، وعبَرها المحتلون كما الكلام العابر.
إحدى عشرة لوحة راقصة، أثبتت القدرة على التذكر رغم طغيان مشروع المسح عن الخارطة ومن التاريخ، لكن فلسطين تتذكر جيدا الأصوات الغريبة التي كانت تصرخ آمرة الأهالي "بمنع التجول"، مرة كان الصوت تركيا، ثم أصبح إنجليزياً، واليوم إسرائيلياً.
وبين كل احتلال وآخر كانت اللوحات الراقصة تعيد رسم المشهد بكل ما هو ممكن من خطوات متقنة وأزياء تحاكي الفترة الزمنية، وأغنيات ترسخّت في الذاكرة الجمعية للوطن ضد الغرباء والمحتلين.
وتنوعت الرقصات التي مزجت ما بين الرقص التعبيري والباليه أحيانا، والرقص الشعبي الفلكلوري المعروف، لتروي كل لوحة جانباً من التاريخ الفلسطيني.
وازدحمت الساحات الخارجية لمسرح قصر الثقافة حيث جرى العرض بمئات من الجمهور الذين توافدوا الى قصر رام الله الثقافي من مختلف محافظات الضفة والخط الأخضر، حيث حضر أغلبهم قبل العرض بنحو ساعتين لضمان مقاعد متقدمة لهم، بعد نفاد التذاكر منذ صباح أمس.
وقال الدكتور رفيق الحسيني أمين عام الرئاسة الذي افتتح المهرجان "إن مهرجان فلسطين الدولي واحد من أهم الاحتفالات الثقافية والفنية في الأراضي الفلسطينية، وهو اليوم ينطلق ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية".
وقال "كانت وما زالت مدينة القدس دوماً راعية لكل الثقافات، ومع التعددية الدينية والفكرية والثقافية والسياسية، تتقبل الآخر وترفع التسامح شعاراً لها".
وفي كلمتها قالت إيمان حموري مديرة المهرجان "بات مهرجان فلسطين الدولي أكبر حدث ثقافي يسهم في إحياء وتشكيل المشهد الثقافي الفلسطيني، لإصراره الدائم على جعل الثقافة والإبداع حلقة الوصل بين فلسطين والعالم".
وأكدت "أن المهرجان الذي يستمر منذ أحد عشر عاماً رغم توقفه خمس سنوات في الماضي لظروف قاهرة بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، استطاع ان يكسر الحصار الثقافي الذي فرضه الاحتلال على شعبنا، وأصبح بمثابة نافذة فنية على العالم".
وقالت "يقام مهرجان فلسطين الدولي اليوم تحت مظلة القدس عاصمة الثقافة العربية، ولا يخفى على أحد اشتـداد الحصـار على المدينـة المقدسة والتي هي جـزء لا يتجـزأ مــن الأراضـي الفلسطينية المحتلـة في العـام 1967، وما يقوم به الاحتلال بشكل ممنهج ومخطط له لتهويد المدينة وطمس هويتها وروحها العربية".
واعتبرت حموري المهرجان "رداً ثقافياً فلسطينياً على كل المحاولات الإسرائيلية لسلخ المدينة عن هويتها، لافتة الى "أن جميع فعاليات المهرجان تهدف لتجذير هوية المدينة العربية، وتدعم الوجود الفلسطيني فيها".
ويشارك في فعاليات المهرجان الذي ينظمه مركز الفن الشعبي وتستمر فعالياته حتى الثامن من الشهر الجاري، أكثر من عشر فرق محلية وعربية وعالمية، وستنظم بعض فعاليات المهرجان في عدة مدن فلسطينية مثل نابلس والقدس وبيت لحم.
وسيكون الجمهور الفلسطيني غدا على موعد مع الفنان العراقي إلهام المدفعي، بينما سيشارك في أيام المهرجان المقبلة عدد من الفرق العالمية مثل فرقة "نار الأناضول" التركية، وفرقـة "تشيكو والجبسيز" الفرنسية، وفرقـة "ستورم" الألمانية، وفرق محلية عملت طوال العام من أجل انجاز أعمال فنية خاصة بالمهرجان مثل "دام"، و "أوف" للرقص، و "يـلالان" للموسيقى والغناء، و"الدلعونا"، و" ترشيحا" للموسيقى العربية